عبد العالي بوجعرة..المدرب الأب
يبدو أن توحيد فلسفة الاشتغال على كل الفئات، من شأنه أن يوحد أسلوب اللعب عند كل لاعبي المدرسة الأڨاداسية. مدرسة تلقن منخرطيها أسلوب اللعب الجميل والممتع، المعتمد على التمريرات القصيرة والانتقال بالكرة من الخلف فالوسط قبل الهجوم. مدرسة ترفض أسلوب التشتيت العشوائي للكرة من الدفاع، بل يشتغل ويطلب من اللاعبين في المباريات بضرورة لعب الكرة أي البناء من الخلف اعتمادا على التمرير والتحرك
أن تكون مدربا مربيا، يتطلب الأمر في المقام الأول، أن تقدم القدوة في كل شيء، سواء من حيث الانضباط واحترام المواعيد، أسلوب التواصل واختيار الكلمات بعناية، التدخل في الوقت المناسب، وعند إصلاح الأخطاء يجب تقديم النموذج عمليا أمام أعين اللاعبين، بهذا الشكل فقط تتبوأ مكانة لديهم –أي اللاعبين- ويغدو الاقتناع بك قويا ولا تعترضك أي صعوبة في الاستيعاب السريع لما يتلقونه... كل هذا يحاول المدرب عبد العالي بوجعرة السير على منواله، يقدم المثال في الانضباط واحترام المواعيد، يحضر قبل موعد الحصة، ينصرف بعدها مباشرة، يهتم بكل صغيرة وكبيرة قبل وأثناء وبعد التداريب. في حصة يوم السبت الأخير 16 أكتوبر الجاري 2021 لفريق "الكتبية" لأقل من 17 عاما، ومباشرة بعد انتهاء الحصة السابقة، اقترب من باب دخول اللاعبين، ونبه لاعبا ظل جالسا في واحد من الكراسي الإسمنتية المتواجدة في حديقة الملعب، بعد أن ناداه باسمه "اشنو تتسني ماتتشوف زملاءك واقفين أمام الباب" فقام على الفور وانضم لباقي زملائه.
بمجرد أن فتح الباب، كان يراقب دخول اللاعبين إلى رقعة الملعب، ولم يفوت جزئية صغيرة تتعلق بارتداء لاعبين لقبعتين أشار لهما بضرورة نزعهما. ما أن تنطلق التداريب، حتى يتحول عبد العالي بوجعرة إلى مدرب أب فعلا، لايبخل بالعطاء، يشتغل وبكل حب، يعتمد أسلوبا مفعما باللين أثناء التلقين ، في المقابل لا يتعامل بمنطق التساهل مع أي هفوة أو خطأ، لما يطلب من اللاعبين تنفيذه، بل يتدارك الأمر في حينه، وهو في سخونته، ويقوم بتوقيف اللعب، والعودة إلى المشهد السابق بكل تفاصيله بأن يوقف كل لاعب في وضعيته السابقة، ويذهب عند المخطئ ويقدم له بأسلوب لبق الحل المناسب والسهل اللازم حينها نهجه، بأن كان عليه تسليم الكرة مثلا الكر ة لزميله القريب منه، أو تغيير مسار اللعب لوجهة أخرى
في يوم السبت 16 أكتوبر الجاري 2021، كان الخيط الناظم لكل الحصص التدريبية لفئات الفتيان والشبان، هو التمريرات وحسن أدائها ابتداء من خروجها من رجل اللاعب، مرورا بإتقان استلامها "بلوكاج"، وانتهاء بإعادة التمريرة لمنفذها الأول.
استلام الكرة أو "البلوكاج" اشتغل عليه في هذا اليوم، المدرب عبد العالي بوجعرة مع فريق آخر، غير فريق "الكتبية" لأقل من 17 عاما، على أشكال مختلفة منه "البلوكاج" الموجه باليمنى واليسرى، كيفية المشي بالكرة سريعا باستخدام داخل البطن وخارجه، مع ضرورة رفع العينين بشكل دائم لمعرفة لمن ستسلم الكرة، ويبقي أهم نقطة جرى التشديد عليها في حصة التمرير، هي التحرك المستمر، والبحث عن المناطق الفارغة لتسلم الكرة.
ويبدو أن توحيد فلسفة الاشتغال على كل الفئات، من شأنه أن يوحد أسلوب اللعب عند كل لاعبي المدرسة الأڨاداسية. مدرسة تلقن منخرطيها أسلوب اللعب الجميل والممتع، المعتمد على التمريرات القصيرة والانتقال بالكرة من الخلف فالوسط قبل الهجوم. مدرسة ترفض أسلوب التشتيت العشوائي للكرة من الدفاع، بل يشتغل ويطلب من اللاعبين في المباريات بضرورة لعب الكرة أي البناء من الخلف اعتمادا على التمرير والتحرك، لهذا فاعتماد خريطة تدريب واحدة منذ بداية الموسم، وتلقين تلامذة المدرسة الأڨاداسية بشكل متواز عددا من المبادئ، لا يمكن أن يصب نهاية سوى في رافد بناء هوية وشخصية موحدة لدى اللاعبين الأڨاداسيين.
عودة لحصة يوم السبت الأخير 16 أكتوبر الحالي 2021، اشتغل فيها المدرب عبد العالي بوجعرة، مع فريق "الكتبية" لأقل من 17 عاما، على التمرير بالجرعة المناسبة، وتتحقق هذه الجرعة بخروج الكرة من رجل اللاعب سليمة وبالتدحرج الموزون، أخذا بعين الاعتبار المسافة الفاصلة بينه وبين زميله في الفريق، وهذا الأمر يعد في غاية الأهمية، لأن امتلاك ناصية التمرير ب"الدوزاج" المناسب، يساهم في عدم تضييع الكرة بسرعة وسهولة، ولا يمكن أن يتحقق هذا الهدف، إذا لم يقع الاشتغال عليه بشكل متكرر في حصص تدربيبة، وهو ما ينكب عليه كل مدربي نادي أڨاداس البيضاوي، حيث يبقي شعار بداية الموسم الجديد هو إتقان التمرير.