أڨاداس.. مدرسة نموذج في حراسة المرمى
في جميع حصص التدريبية للمدرب عبد السلام الدعقالي، لا مجال عنده للتسلية أو تضييع الوقت، أو الخروج عن النص، الكل مندمج في الحالة المفروضة داخل الحصة، ساعة كاملة من الجدية والانتباه والانضباط، تقتطع منها بضع لحظات لاسترجاع النفس وشرب الماء، قبل العودة إلى التداريب الشاقة والمعتمدة على التحمل البدني
تشكل حراسة المرمى ركن قويا من أركان التكوين في مدرسة نادي "أڨاداس" البيضاوي لكرة القدم، إذ تحضى باهتمام كبير، يجد تجسيده في اختيار مدرب يتمتع بكفاءة وخبرة في هذا الميدان، وهو عبد السلام الدعقالي. مدرب ومؤطر ملم كبير بكل خبايا وتفاصيل حراسة المرمى، وشغوف بعالمها، لا يفوت أي صغيرة ولا كبيرة في حصصه التدريبية، سخي وحاتمي في عطائه، لا يبخل على الحراس المبتدئين في مدهم بأدق الجزئيات، قد لا يستوعبون أهميتها إلا في فترة لا حقة، لما يتحولون فعلا إلى حراس محترفين، لأن هاته المرحلة الأولى في مسيرة أي حارس المرمى هي الأساس، لما لها من بعد تأسيسي له، وتمثل الأرضية الصلبة التي يستند عليها، حتى يشق طريقه في دربها مستقبلا.
في جميع حصص التدريبية للمدرب الدعقالي، لا مجال عنده للتسلية أو تضييع الوقت، أو الخروج عن النص، الكل مندمج في الحالة المفروضة داخل الحصة، ساعة كاملة من الجدية والانتباه والانضباط، تقتطع منها بضع لحظات لاسترجاع النفس وشرب الماء، قبل العودة إلى التداريب الشاقة والمعتمدة على التحمل البدني، لا تجد فيها أي تهاون من طرفه، ولا يفسح المجال أمام المتدربين بأي غش، بألا ينفذوا المطلوب منهم حرفيا، حيث يصر ويؤكد على التزام بتنزيل التمرين كما هو بكل تفاصيله، لأن الإخلال بأي جزئية من قبيل فتح القدمين بشكل كبير، أو عدم استخدام اليدين بشكل سليم، قد تكون له أثار سلبية على مستوى ضياع الكرة أو تسجيلها هدفا، لهذا يراعي المدرب عبد السلام الدعقالي بحكم خبرته كل هاته الأمور الصغيرة جدا، وينبه ويعيد تنبيه الحراس إليها، ولا يمارس دروه كمؤطر ومكون بمنطق "عين الميكا" أو "دوز ما فيها باس".
في حصة يوم الثلاثاء 05 أكتوبر الجاري 2021 بملعب "أڨاداس" بعين السبع، كان الموعد مع الحصة التدريبية لأربع حراس من فئة "جينيور". حصة كانت غنية جمعت بين ما هو بدني وفني في حراسة المرمى، استهلها بتسخينات، قبل أن ينتقل تدريجيا لما هو أعلى وأقوى وهو ما يتطلب تحملا وقدرات بدنية عالية، لأن أي تمرين يتكرر عديد مرات وبدون توقف بالتناوب ما بين الحراس، قبل الانتقال إلى التمرين الموالي، شخصيا أستمتع بمتابعة هاته الحصص، لما ألمس في مدربها من جدية وصرامة وأبوة في تعامله مع تلامذته، وهو ما يجعلها ترتقي لمرتبة دروس ، لمن أراد تعلم سبل التكوين السليم، لحراس المرمى في فئات الصغار والفتيان والشبان، وهي أصعب الفئات ، لهذا ليس متاحا أن يناط أمر تدريبها وتأطيرها لأي كان، بل من اللازم أن تتوفر فيه جملة مؤهلات، منها أن يكون حاصلا عن دبلومات علمية، وراكم خبرة في التعامل مع هاته الفئات.
عودة إلى الحصة التدريبية ليوم الثلاثاء 05 أكتوبر الجاري، بعدما افتتحها المدرب عبد السلام الدعقالي بتسخينات ذات طابع بدني، يرفع مع توالي الوقت من وتيرة قوتها وقساوتها، حيث تضمنت عديد عناصر على كل حارس مرمى أن يمتلك ناصيتها، وتتحول لديه إلى ميكانيزمات تشتغل بشكل آلي حسب الوضعيات، كما هو الحال مثلا حسب ما عايناه في التدريب، أن تكون عين الحارس دائما على الكرة، ولا يحاول الارتماء قبل خروجها من رجل اللاعب ،وهذا الأمر يعيد تكراره الدعقالي في كل مرة حتى يترسخ لدى الحراس، إقفال الرجلين في مستوى معين، أثناء إمساك الكرة والسقوط على المنطقة الفاصلة ما بين اليدين والمرفقين، ألا تتجاوز درجة فتح القدمين مستوى الكتفين، حينما يكون الحارس في حالة ترقب للانقضاض على الكرة بعد تسديدها من اللاعب الخصم..هذه فقط بعض من النقط شكلت طبق تمرين هذا اليوم الخاص بحراس المرمى فئة "جينيور"، على أن نسلط الأضواء في قادم الأيام على مضمون حصص تدريبية أخرى.