الأطفال..متعة الكرة في أڨاداس
، يرتدي نادي "أڨاداس" البيضاوي، حلة خاصة خلال أيام الحصص التدريبية للأطفال الصغار. متعة كبيرة أن تشاهدهم وهم في منتهى السرور يلعبون ، وعند تسجيل الأهداف يحتفلون
أمر عجيب سحر كرة القدم، تمارسه على كل الفئات كبيرها وصغيرها، وتدخل البهجة في قلوب الجميع، بل باتت تشكل مصدر سعادة شعوب بكاملها. وارتباطا بهذا المعنى، يرتدي نادي "أڨاداس" البيضاوي، حلة خاصة خلال أيام الحصص التدريبية للأطفال الصغار. متعة كبيرة أن تشاهدهم وهم في منتهى السرور يلعبون ، وعند تسجيل الأهداف يحتفلون، وتحس فعلا أنهم يعشقون هاته المستديرة الساحرة منذ هذا السن المبكر، لهذا يواظبون على عدم تفويت كل حصصهم، يحضرون بلباسهم الرياضي في الوقت المحدد لهم، بعد أن وجدوا إطارا ملائما يتعامل معهم بالأسلوب المناسب مع سنهم، وهو ما يجعل الطفل يرتبط بالمكان، ويكن له كل الحب، لا وجود فيه لكثرة "دير هادي ما ديرهش هادي"، بل يترك لهم هامش واسع من الحرية للانطلاق، طالما لم يصدر عن أي واحد منهم، سلوك مشين أو عدواني تجاه زملائه، يستوجب تدخلا تقويميا من طرف المؤطر الساهر على تأطيرهم.
في الحصص الخاصة بالأطفال الصغار، يقسم نصف الملعب إلى مساحات مصغرة، ويشكل الحاضرون فرقا صغيرة، ويجرون مقابلات فيما بينهم .. يتعامل المؤطرون بأسلوب مختلف مع هاته الفئة، يتركون لها هامشا كبيرا من الحرية في اللعب، ويوقفون الكرة ما بين الفينة والأخرى ويلقنوهم بأسلوب بسيط بعض الأبجديات الأولى لكرة القدم من قبيل: عدم الاحتفاظ بالكرة كثيرا.. ضرورة تمريرها إلى باقي لاعبي فريقه.. عدم التجمع في مكان واحد والتفرق في الملعب.. التموقع عند فقدان الكرة لاستردادها.. ضربات الخطأ والشرط تنفذ من طرف لاعب واحد بدل التسابق عليها من طرف الكل.
عموما لا يثقلون كاهلهم بكثير من المعلومات أو ما يجب عليهم القيام به، بقدر ما يكون الهدف توفير كل سبل راحة الطفل حتى يستأنس بالنادي، ومع تدرجه في الفئات ترتفع وتيرة التعليم والتلقين الكرويين.
كل هذا الحضور والمواظبة ما كان تحققهما ممكنا، لولا الآباء والأمهات على وجه التحديد، فتحية إجلال وتقدير واحترام لكل الأمهات الممكن توصيفهن بأنهن "أڨاداسيات" بحكم أنهن من يسهرن على إحضار أطفالهن الصغار، ويزرعن في دواخلهم حب كرة القدم، وممارسة الرياضة منذ هذا السن، وينتظروهم حتى إنهاء حصتهم بكل حب، وهو ما لم يكن متاحا لأجيال سابقة للجيل الحالي.
الأم عموما تظل عماد أي أسرة ودورها حيوي وأساسي في توجيه الأبناء نحو الوجهة الصحيحة.. فمرحبا بهن وبالآباء كذلك في "أڨاداس"، باعتبارهما شريكين في أي نجاح يحققه النادي، بل إن دعم أولياء أمور الأطفال يقدم شحنة معنوية قوية لكل الأطر التكوينية والمسيرين، مما يدفعهم للارتقاء باستمرار نحو الأفضل.
ما دمنا تحدثنا عن سحر كرة القدم وتأثيرها الإيجابي، التقيت بطفل يوم الاثنين 14 يونيو الجاري 2021 بنادي "أڨاداس"، فعبر لي عن اشتياقه الكبير لمداعبة الكرة، إذ لم يلمسها ما يفوق شهرا نتيجة غيابه عن الحصص التدريبية بعد إصابته بمرض طارئ، وحضر قبل موعد الحصة ب 45 دقيقة.. وفي كل مرة كان يسألني عن التوقيت "ما كرهتش ندخل دابا الملعب ونبقى نجري بالكرة".
مثل هذا الارتباط بالمكان وغرس حب الكرة في الأطفال، كان مستحيلا أن يتجسد على أرض الواقع لولا وجود جمعية رياضية ك"أڨاداس"، لهذا السبب فإنها تستحق كل الدعم المادي والمعنوي لما تقوم به من دور تربوي للأطفال الصغار، لأن فلسفة هذا النادي ترتكز على مبدإ :
كرة القدم أداة للتربية.