أفاداس..خريطة تدريبية موحدة
لا يمكن أن يتحقق النجاح في أي مشروع سواء كان رياضيا أو غيره، إلا بالنظام والعمل، وهو ما يؤمن به نادي "أفاداس" البيضاوي لكرة القدم، ويشتغل على ضوئه، لا وجود للعشوائية، وكل واحد "يلغى بلغاه" في العملية التدريبية، بل ثمة برنامج تدريبي على مدار السنة، يحدد ما ينبغي تلقينه لأبناء المدرسة الأفاداسية، وهو ما يسهل من مأمورية الأطر الأفاداسية، ويوفر لهم جوا صحيا للعطاء بسخاء حب
ما يميز العمل داخل نادي "أفاداس" البيضاوي لكرة القدم، أنه يشتغل بنظام وانتظام وبعيدا عن أي عشوائية، حيث لا يترك الأمور تسير على عواهنها، وكل واحد يغني على ليلاه، سواء بالنسبة للمؤطرين أو اللاعبين. وفي إطار هذه الفلسفة، وضع المدير التقني للنادي جمال منيب، خريطة تدريبية مواحدة واضحة المعالم، ومحددة المضامين، لكل الفئات العمرية، فصلت ما ينبغي الاشتغال عليه خلال كل سهر على حدة، انطلاقا من شهر شتنبر 2023 إلى غاية شهر يونيو القادم، والهدف من إصدار هذا البرنامج السنوي بكل تفاصيله البدنية والفنية والتقنية والتكتيكية والأخلاقية والتربوية، هو خلق نوع من التنشئة الكروية تتشابه مبادئها لدى كل الفئات، ويتحقق التدرج في تعلمها من فئة الصغار فالفتيان فالشبان وأخيرا الكبار، وهو ما يفضي في نهاية المطاف إلى أن يصير لنادي "أفاداس" كمدرسة، هوية كروية تتحول لعلامة خاصة بها تعتمد ، على سبيل المثال على الاستحواذ، التمريرات القصيرة، البناء من الخلف، التحول السريع، الضغط المتقدم، عدم التسرع في البناء الهجومي، استرداد الكرة بسرعة…
كل ما سبق يتطلب برنامجا تدريبيا تسير على منواله كل الأطر الأفاداسية، وتعمل على تنزيله بأسلوب ومنهج يتناسبان مع كل فئة عمرية، وهو ما قام به المدير التقني لنادي أفاداس جمال منيب وبإتقان كما هي عادته، لما وضع برنامج أنيقا من حيث شكله في الكتابة، ومبسطا وبعيدا عن التعقيد من خلال التركيز على أهم المبادئ وبأسلوب واضح..هذا العمل الأكاديمي للأستاذ جمال منيب كان ثمرة تشاور مع جميع الأطر الأفاداسية والمكتب المسير برئاسة رشيد نصراوي، في اجتماعين بملعب القرب بعين السبع، جرى خلالهما تبادل وجهات النظر بين كل الأطراف المشاركة في العملية التكوينية والتربوية داخل مدرسة "أفاداس".
النجاح في نهاية المطاف رهين بإشراك الجميع وإحساس كل طرف أنه معني بكل خطوة تتخذ داخل النادي، لأنه بهذه الروح ينخرط الجميع باقتناع وإيجابية وفعالية وحب في العمل بأرض الملعب، وهذا ما دأب عليه نادي "أفاداس" من خلال فتح الباب الاستماع لكل الآراء والمقترحات البناءة حتى من طرف أباء وأمهات المنخرطين، فيد الله مع الجماعة كما يقال.