أڨاداس..موسم التأسيس لمرحلة إقلاع جديدة
"بسم الله مجراها ومرساها" تنطلق إذا بإذن الله سفينة "أڨاداس" البيضاوي لكرة القدم في إبحار جديد. إبحار مختلف من حيث الأجواء والأمواج ورياح السنوات الماضية، بعدما أصبح النادي متسلحا بما يكفي من أدوات النجاح حققها العام الماضي، وبات على جميع عناصر المنظومة الأڨاداسية، الاقتناع أن القادم سيكون أفضل شرط التشمير عن السواعد والمزيد من الاشتغال والجدية فمن جد وجد، وتحقيق النجاح ونيل المطالب لا يكون بالتمني بل سبيلهما الأوحد العمل ثم العمل
لن يكون الموسم الكروي الجديد، داخل نادي "أڨاداس" البيضاوي لكرة القدم شبيها بالمواسم السالفة، بل يجب أن يشكل نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة في مسيرته الفتية، يكون شعارها المضي إلى الأمام، ومراكمة المزيد من النجاحات واستثمارها ليكبر أكثر هذا الإسم الأڨاداسي ويغدو كعلامة لها ثقلها كمدرسة لتعليم كرة القدم
كان الموسم الماضي موسما استثنائيا ومضيئا على مستوى كل فرق النخبة المشاركة في الدوريات الرسمية، لعل أبرز تجسيد له صعود فريق "ِسينيور" لنادي "أفادس"، وهو "الأمل" البيضاوي إلى القسم الشرفي الأول، بعد موسمين فقط من تأسيس هذا الفريق الأڨاداسي، حيث حقق نتائج مبهرة خلال عامين، وكان قاب قوسين وأدنى من أن يصعد خلال العام الأول، لكن سوء الحظ وعدم التوفيق في ضربات الجزاء بمقابلة السد حال دون ذلك.
ثاني تجسيد للموسم الاستثنائي وهو فوز فريق "الكتبية 13" بدوري "شالنجر" تتويج كان مبهرا ومتكاملا جمع بين تناياه جملة مزايا هي النتائج بصفر هزيمة مع العلامة الكاملة، الأداء الممتع والجميل، الانضباط والأخلاق العالية داخل الملعب وفي التداريب كل هذا تحقق تحت قيادة مدربهم يونس لبيض
وثالث مظهر يؤكد على أن الموسم الماضي كان غير عادي هي الكرة الجميلة والممتعة المقدمة من فرق "الكتبية" بكل فئاتها، أداء ينهل من معين الهوية الكروية للمدرسة الأڨاداسية المبنية على الاستحواذ، البناء من الخلف، المتعة والفرجة وهي الكرة التي يعشق الجميع متابعتها على أرضية الملعب..هذه النقطة يستحق عليها كل طاقم الأطر الأڨاداسية الشكر والثناء على حرصهم لتلقين المنخرطين كيفية ممارسة الكرة بشكل سليم وتأسيسهم على أرضية صلبة، كما يستحق عليها التنويه والشكر الجزيل، المكتب المسير لنادي "أڨاداس" تحت قيادة رئيسه رشيد نصراوي، على اهتمامه الكبير بالتكوين المستمر لفائدة الأطر الأڨاداسية، واستقطاب خبراء من الصف الأول سواء أكانوا أجانب أو مغاربة .
أمام كل هذا صار لزاما على كل مكونات المنظومة الأفاداسية، استثمار هذا النجاح والصعود إلى أعلى قممه، فالنجاح لا حدود، وهو لم يأت ويتحقق داخل نادي "أڨاداس" البيضاوي بين عشية وضحاها، بل كان ثمرة كد واجتهاد ومثابرة لسنوات، حيث انطلق المشروع من الصفر، وانتقل من ملاعب زناتة فالعربي الزولي، قبل أن يستقر في ملعب القرب بعين السبع، ويشكل هذا الاستقرار بهذا الملعب تحديدا بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، دفعة معنوية قوية للمكتب المسير لنادي "أڨاداس"، وفرض عليه مضاعفة المجهود والرفع من وتيرة العمل بشكل أقوى، لما توفر له ولأطره ومنخرطيه فضاءا يتيح لهم الاشتغال في أريحية..
لن يكون التحدي يسيرا أمام كل ممتطي سفينة "أڨاداس" للإبحار بها نحو مرافئ أخرى للنجاح، لكن كل الصعاب يمكن التغلب عليها بالوقوف أمامها وقفة رجل واحد، ومواجهتها بالصدق والإخلاص في العمل والتضحية وصفاء النوايا، حتى يكبر ويكبر اسم "أڨاداس" حينها سيتفيئ الجميع بظلال شجرته الوارفة، ويتساقط عليهم من نخله رطبا جنيا..