نادي أڨاداس.. الصعود قصة نجاح
لم يكن طريق تحقيق حلم الصعود فريق "سينيور"، نادي "أڨاداس" البيضاوي لكرة القدم، مفروشا بالورود، بل تطلب عامين من الاشتغال الجدي لبلوغه، واستنفار لكل الإمكانيات الأڨاداسية لحرق المراحل في ظرف زمني قصير، وتسلق درجات الصعود في الأقسام الشرفية الدنيا، فالطموح لقفز خطوات نوعية لا محدود من طرف المكتب المسير بقيادة الرئيس رشيد نصراوي، والهدف مستقبلي بالأساس، وهو صنع فريق كبير يشرف علامة اسمها "أڨاداس"
كان صعود فريق "ِسينور" أڨاداس إلى القسم الثالث بعصبة الدار البيضاء مستحقا، كان صعودا بالقلب والروح، كان صعودا بالنية الصادقة، كان صعوادا بالكد والاجتهاد، كان صعودا بالمثابرة والانضباط، كان صعودا ملحميا ، انخرطت فيه جميع المكونات الأڨاداسية، تحت قيادة رئيس نادي "أڨاداس" وربان السفينة رشيد نصراوي، إذ أشرف شخصيا على كل صغيرة وكبيرة بالفريق، وحرص على توفير كل الظروف المناسبة لتحقيق هدف الصعود منذ الموسم الماضي
ورغم الفشل في تحقيقه العام الماضي بمقابلة السد بعد الهزيمة في ضربات الجزاء، لم يتسرع المكتب المسير لنادي "أڨاداس" في هدم البناء كليا وتغيير المدرب وضم عناصر جديدة، للانطلاق من الصفر، بل حافظ على كيان الفريق الأساسي، ووضع كل ثقته في لاعبيه ومدربهم عمر مهابة، وجرى التعبير عن هذا الموقف رسميا في حفل نهاية الموسم الماضي، حيث احتفي باللاعبين ومدربهم على عطائهم وانضباطهم ونتائجهم المسجلة على مدار الموسم، لم ينهزموا في أي لقاء، وحققوا انتصارات بحصص عريضة فاقت عشرة أهداف.
لم يكن ممكنا أمام هذا التألق سوى الاحتفاظ بنفس قوام الفريق خلال الموسم الحالي، وفعلا كسب المكتب المسير لنادي أفاداس رهانه هذا، ووقع أشبال المدرب عمر مهابة موسما ناجحا على جميع المستويات، توجوه بتحقيق الصعود في مقابلة السد ضد فريق شباب الأنوار البيضاوي، احتضنها ملحق ملعب مركب الخامس بالدار البيضاء، وانتهت بانتصار الأڨاداسيين بهدف لصفر، وقعه اللاعب زبير ركيبي في الشوط الإضافي الثاني.
الجميل في هذه التجربة الفتية لفريق "سينور" أڨاداس أو فريق الأمل البيضاوي، أن الجميع استفاد واستوعب الدرس من أخطاء العام الماضي. أولا المكتب المسير لنادي أڨاداس البيضاوي لكرة، بقيادة رئيسه رشيد نصراوي، لم يعد تكرار سيناريو العام الماضي، لما أقفل على اللاعبين في تربص طيلة أسبوع بأحد المركبات بمدينة بوزنيقة، وهو ما شكل ضغطا نفسيا عليهم بخصوص أهمية المقابلة، كما لو كانت مقابلة حياة أو موت، هو ما أثر بشكل طبيعي على تركيز الفريق أثناء المقابلة وضيع عليهم فرصة حسمها خلال تسعين دقيقة، حيث كان هو الأقوى والأكثر حضورا. في مقابلة السد خلال الموسم الجاري، جرى التعامل بذكاء كبير مع المباراة، باعتبارها كأي مباراة عادية دون التضخيم من حجمها، وهذا ما بدا واضحا خلال الحصص التدريبية لم تختلف عن حصص المقابلات السابقة، اللهم محاضرة شفوية أعطاها المدرب عمر مهابة من باب التهييئ الذهني خلال أول حصة مبرمجة في أسبوع المقابلة، وعدا ذلك الأمور كانت تسير بشكل عادي، كما لو أن الفريق سيجري مقابلة برسم دورة من دورات البطولة.
ثانيا المدرب عمر مهابة كان أكبر مستفيد مما وقع العام الماضي، واقتنع أن مقابلة من هذه الطبيعة، يحب أن تربح لا أن تلعب، وهو ما يتطلب نهجا تكتيكيا صارما بعيدا عن أي لعب استعراضي، يتطلب إقفال كل المنافذ أمام الفريق المنافس، وعدم ارتكاب أي خطأ أو هفوة على المستوى الدفاعي، وانتظار الفرصة المناسبة دون تسرع لحسم المقابلة، وهو السيناريو الذي تحقق خلال هذه المقابلة، ولم يسجل الفريق الأڨاداسي حتى الشوط الإضافي الثاني.
"في وقت الشدة تعرف من أهم أحبابك" كما يقال، وفي مقابلة السد كأهم مقابلة مصيرية خلال الموسم الجاري، يظهر معدن العائلة الأڨاداسية، حضروا بكثافة وشجعوا بكل حب، فتحية حب وامتنان لهم، وما هذا بسلوك غريب عليهم، بل طبيعي وعادي، تعودناه داخل نادي أڨاداس، أصبح كل مكوناته تشكل عائلة واحدة ) لنا عودة لموضوع العائلة في هذه المقابلة( تتكئ على بعضها البعض في كل الظروف والأحوال، وهذا هو سر قوتنا فلنحافظ على هذا المكتسب، فنحن فقط في البداية، ومازال المشوار طويلا، والطموح لانهائي..