حراسة المرمى.. جدية وصرامة في التداريب
تدابير جدية حد القسوة ، هذا هو حال تداريب حراس المرمى في مدرسة "نادي أڨاداس البيضاوي" لكرة القدم، كما عايناها يوم الأربعاء 19 ماي الجاري لثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 13 و 14
تدابير جدية حد القسوة ، هذا هو حال تداريب حراس المرمى في مدرسة "نادي أڨاداس البيضاوي" لكرة القدم، كما عايناها يوم الأربعاء 19 ماي الجاري لثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 13 و 14.
القسوة هنا بمعناها الإيجابي، لأنها تصب في المقام الأول لصالح المتدرب الطفل، ليس من خيار أمام من يريد أن يكون حارس مرمى سوى التحمل منذ هذه المرحلة العمرية، واستيعاب هذه الحقيقة.. طبيعتها تتطلب جهدا بدنيا كبيرا، وإذا لم يؤسس أي حارس مرمى على هذا الأساس منذ الصغر، فلن ترجى منه أي فائدة مستقبلا، وهذا ما يتلقاه الأطفال "نادي أڨاداس البيضاوي"، ويحاول مدربوها أن يكونوهم وفق طرق تدريبية هي المتبعة في حراسة المرمى مع مراعاة
الجرعات البدنية المختلفة من فئة عمرية إلى أخرى
حصة هذا اليوم انطلقت في الساعة المحددة لها وهي الخامسة زوالا.. التوقيت هنا له قدسيته ويجب على الجميع احترامه والتواجد بأرض الملعب بحلوله؛ التعامل مع الوقت بهذه الصرامة ليس عبثيا، بل يندرج في إطار تكوين اللاعب، إذ سيفيده مستقبلا لما يخطو خطوة نوعية في مسيرته.
ما يوضح أهمية هذا الأمر أنه في عالم الاحتراف سواء هنا بالمغرب أو خارجه، أي استهتار به أو تأخير في حضور للتداريب حسب الموعد المحدد لها، توقع على المخالف عقوبات مالية وفق اللوائح المعمول بها داخل هذا النادي أو ذاك. من هذا المنطلق يحرص كل أطر "أڨاداس" بجميع مستوياتهم، على ترسيخ مبدإ احترام الوقت في أذهان الأطفال منذ البداية.
عودة إلى تداريب حراس المرمى لليوم المشار إليه أعلاه، بعد بضع دقائق من الجري، انتقل المدرب عبد السلام الدعقالي إلى الخطوة الثانية وهي القفز باستخدام الحبل.. حتى هنا تبدو التمارين عادية، والهدف هو التسخين للانتقال إلى ما أهو أصعب.. مع توالي الدقائق، يرتفع الإيقاع بدنيا وتزداد صعوبة التمارين باستخدام القفز على الحواجز والانتهاء بالارتماء على الكرة في وضعيات مختلفة يمينا وشمالا بدون توقف..
ساعة كاملة يتوقف فيها المدرب الدعقالي، ولم تضيع فيها دقيقة واحدة، اللهم لحظات يسترجع فيها الأطفال أنفاسهم، ويشربون جرعات ماء، قبل العودة من جديد إلى ما تبقى من حصتهم.. حصة شعارها الجدية والصرامة فتداريب حراسة المرمى غير تداريب باقي اللاعبين، إذ تبقى في جوهرها بدنية، وتتطلب تحملا كبيرا.
والجميل في أطفال "نادي أڨاداس"، والمسجلين في إطار حراسة المرمى، أنهم يوصلون إليك إحساسا وأنت تتابعهم، بأن لديهم رغبة وإرادة في التعلم وتحمل كل مشاق التداريب في سبيل تطوير مهاراتهم.