أڨاداس يرفع السقف عاليا في التكوين المستمر
بات من باب المستحيل، أن يمر موسم كروي دون أن يسطر نادي "أڨاداس" البيضاوي لكرة القدم، عددا من الحصص المنتظمة للتكوين المستمر، لفائدة أطره، الهدف الرفع من مستواهم وتوسيع أفقهم التدريبي، بما يسمح لهم بمواكبة كل مستجدات الساحرة المستديرة، فبدون هذه المواكبة سيفوتهم القطار ليجدوا أنفسهم متخلفين عن الركب، وعاجزين عن تطوير مهارات منخرطي المدرسة الأڨاداسية، فقاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه
يرفع نادي "أڨاداس" البيضاوي لكرة القدم السقف عاليا في ما يخص التكوين المستمر لأطره، حيث لا يشتغل في هذا الإطار بشكل موسمي، أو ما بين الفينة والأخرى، بل يعد أمرا بالنسبة له، سياسة متبعة ومنهجا راسخا في تدبيره، خيار يجعله يغرد وحيدا خارج السرب مقارنة مع باقي الجمعيات الرياضية، إذ يستقطب كفاءات تدريبية عالية سواء من داخل المغرب أو خارجه.
بعد سلسلة تكوينات سابقة، وحالية مع الإطار الوطني جمال منيب ابن الدار، اختار "أڨاداس" أن يخطو قفزة نوعية عبر تنظيم لقاء دولي بشراكة مع إي بي بلاسينسيا من اسبانيا، يشارك في أشغاله الممتدة على مدى يومي 13 و 14 مارس الجاري، الخبير الاسباني دانييل ديل بيمو أورتيغا، بينما يتولى إدارته رئيس نادي "أڨاداس" رشيد نصراوي، أما التنسيق فسيتكلف به بشير أجراوي..
المحور الكبير المؤطر لهذا التكوين لفائدة الأطر الأڨاداسية، سيتمركز أساسا حول أسلوب لعب لنادي محترف في كرة القدم، ومن ينبوع هذا المحور تتفرع جداول مواضيع وتيمات أخرى، يمكن تجميعها في تيمتين، الأولى تقديم أسلوب اللعب في وضعية الكرة مع الفريق، تشريح هذا الجانب سيقود الخبير الاسباني إلى تناول عديد مبادئ من قبيل المبادئ التكتيكية الهجومية بشكل جماعي، تحقيق الزيادة العددية على المستوى الهجومي وأشياء أخرى سيكون هذا التكوين مناسبة للتعرف عليها .
التيمة الثانية أسلوب اللعب بدون كرة، وهو أمر في غاية الأهمية، لكونه يجيب على أمر بات أساسيا في الكرة الحديثة، كيف يتحرك ويتصرف اللاعبون لما يفقد الفريق الكرة ؟.
كما في التيمة الأولى، فإن المؤطر الاسباني سيضع رهن إشارة الحاضرين عديد أدوات وعناصر تصب في رافد التيمة الثانية، لعل أهمها المبادئ التكتيكية الدفاعية الجماعية وغيرها كثير.
إصرار نادى "أڨاداس" البيضاوي لكرة القدم، على التكوين والتكوين المستمر كخيار استراتيجي، يأتي من إيمان مكتب مسيره العميق بشيء أساسي، وهو أنه لا يمكن التطور والمضي إلى الأمام دون اهتمام بموارده البشرية ممثلة في الأطر الأڨاداسية. عالم كرة القدم يتطور بشكل متسارع، وصار أشبه بعلم، كل شيء يخضع للدراسة في نطاقه، وإذا لم تواكب مستجداته، فإن تحكم على نفسك بالموت السريع والبقاء جامدا في مكانك دون التقدم خطوات إلى الأمام.
ميدان التدريب لا يتوقف عن التطور المستمر، وصار خاضعا للتخصص الدقيق بدوره، وانتهى معه عصر المدرب الواحد الحامل لأعباء الفريق ككل، والممسك بزمام كل صغيرة وكبيرة، بل صار معه طاقم يضم مدربين مساعدين ، هذا متخصص في الدفاع والآخر في الهجوم، وتتبنى الإدارة التقنية الوطنية للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، استراتيجية جديدة مع الأندية الوطنية لتطوير مهارات اللاعبين طبقا لما يشغلونه من مراكز، ودخلت فعليا في تنزيل هذا المشروع مع فرق العاصمة الرباط، ممثلة في الجيش الملكي، الفتح الرياضي واتحاد تواركة، حيث طالبتهم باختيار أفضل مدافعيها ومهاجميها من مواليد 2007 و 2008 لحضور دورات تدريبية كل يوم أربعاء بمركب محمد السادس الدولي لكرة القدم بالمعمورة، واختارت الإدارة التقنية الوطنية للإشراف على هذا الامر اللاعبين الدوليين السابقين نورالدين نيبت، يوسف حجي ونبيل باها، إذ يتكلف نيبت بالمدافعين، وحجي وباها بالمدافعين. هذا العمل يروم أساسا في المرحلة القادمة تكوين مدربين خاصين بكل مركز لتطوير مهارات المدافعين والمهاجمين والحراس أيضا.
كل هذا يوضح أهمية التكوين والتكوين المستمر باعتباره كما يعتقد نادي "أڨاداس"، السبيل الوحيد للنجاح، وتطوير مهارات منخرطي مدرسته باعتبارهم المستهدف الأول من العملية التكوينية ككل، لهذا فشعار النادي بهذا الخصوص.."لا تراجع..إلى الأمام..". ويخبئ مفاجآت قوية خلال قادم الأيام..