أڨاداس..التكوين المستمر خيار استراتيجي
يواصل نادي "أڨاداس" البيضاوي لكرة القدم، برمجة حصص للتكوين المستمر للرفع من مستوى أطره بما ينعكس على أدائهم سواء في الحصص التدريبية، أو حسن إدارة وتدبير المباريات، قدم آخرها الإطار الوطني وابن الدار، جمال منيب سلط فيها الضوء على كيفية تنزيل مشروع اللعب المعتمد من طرف "أڨاداس" خلال السنوات الأخيرة
يعد التكوين المستمر في نادي "أڨاداس" البيضاوي لكرة القدم، ثابتا من الثوابت التدبيرية له، لا يمكن أن يمر موسم رياضي، دون برمجة عدد من حصصه، يكفي الرجوع للعام الماضي للوقوف على الكم النوعي منها، خصوصا تلك التي تفضل الإطار الوطني المقتدر عبد الرحيم طاليب مشكورا بتنشطيها، فضلا عن أخرى استدعي لها خبراء دوليون كالاسباني كريستيان أليسا، والمغربي في الجامعة الفرنسية لونس حطاب ، والإطار المغربي في اسبانيا الحسين بلكبوس وغيرهم.. دون أن ننسى طبعا، محاضرات المدير التقني السابق للنادي، الإطار الوطني جمال منيب، حيث قدم آخر حصة يوم الاثنين 30 يناير الأخير، حول طريقة تنزيل مشروع اللعب، كما يتبناه "أڨاداس" خلال السنوات الأخيرة.
كل هذا الاهتمام، يؤكد أن التكوين المستمر لفائدة الأطر الأڨاداسية يعد خيارا استراتيجيا، وحينما نقول استراتيجي، فإنه يتطلب حتما وبشكل إلزامي، انخراط الجميع بشكل ايجابي بالحضور أولا، والتفاعل والنقاش ثانيا، وثالثا بتزيل مضامين حصصه في إطار ما يلقن داخل المدرسة الأڨاداسية بمختلف فئاتها العمرية، سواء خلال التداريب، أو إدراة المقابلات، حيث يبقى الهدف الأساس من التكوين، أن يقدم طبقا تعليميا غنيا ومفيدا لمنخرطي النادي، يكون ذا مردود على مستوى تطوير مهاراتهم بمختلف أشكالها، سواء البدنية أو الفنية أو التكتيكية أو الذهنية، لأن بدون أن ينعكس التكوين المستمر للأطر الأڨاداسية على مستوى لاعبي المدرسة الأڨاداسية، من حيث تطويرهم المستمر، فإنه يفقد أي معنى له، أو فائدة من برمجة حصصه أصلا، ويتحول المشهد نهاية المطاف، كمن يصب الماء في الرمل..
ثمة علاقة ميكانيكية ودياليكتية ما بين التكوين المستمر لأطر ومدربي نادي "أڨاداس" والرفع من مستوى لاعبي المدرسة، فكلما ارتفع مستوى المؤطرين وتوسيع مداركهم عبر الاطلاع ومواكبة كل مستجدات عالم الكرة في ميدان التدريب أو التكوين، إلا وينعكس ذلك بشكل آلى على مناهج وأساليب بلورة حصصهم التدريبية وكيفية تنزيلها على أرض الملعب، أو على مستوى إدارة وحسن تدبير المقابلات الرسمية، لأن أي خلل أو ضعف في عدم تطوير مستوى اللاعبين خصوصا الفئات الصغرى، فإن المسؤولية يتحملها المؤطر، وعليه حينذاك ، أن يراجع نفسه ويعيد ترتيب أوراقه للوصول إلى أنجع السبل الكفيلة، يجعل اللاعب الفلاني ينتقل من مستوى كذا إلى مستوى كذا، وكان الخبير الاسباني كريستيان أليسا، تحدث عن هذا الأمر، حينما لا يتحقق تطور جماعي بالنسبة للاعبين هل نعزل غير المتطورين في مجموعة بعينها، ويجري الاشتغال معهم بشكل منعزل عن الفئة الأخرى، أم ينبغي العودة لنقطة الصفر حتى يستوعب الجميع دفعة واحدة ؟ .
بتتبع مسيرة نادي "أڨاداس" في الشق التكويني منذ فترة كورونا وحتى العام الجاري، تكتشف أنها حققت تراكما في ظرف زمني قصير، بما تضمنته وتناولته من مواضيع وتيمات قدمتها أطر وطنية كفأة داخل المغرب وخارجه، يجب أن تتحول إلى مرجع تتم العودة إليه كل مرة، وإغنائه بما استجد.. المعلومة صارت متاحة بشكل كبير ومجانا أمام الجميع، يكفي فقط توفر الإرادة والرغبة والطموح المستمرين لتطوير الذات.