نادي "أڨاداس".. التكوين كعقيدة
يرفع "نادي أڨاداس البيضاوي" لكرة القدم سقف التكوين عاليا، بما قدمه ويقدمه من محاضرات علمية، تطرح أحدث ما هو متداول في عالم التدريب والتنشئة الكروية، ويستعين النادي لتحقيق هذا الغرض بخبراء متخصصين في هذا الميدان، كما هو الحال بالنسبة لمديرها التقني جمال منيب.
يرفع "نادي أڨاداس البيضاوي" لكرة القدم سقف التكوين عاليا، بما قدمه ويقدمه من محاضرات علمية، تطرح أحدث ما هو متداول في عالم التدريب والتنشئة الكروية، ويستعين النادي لتحقيق هذا الغرض بخبراء متخصصين في هذا الميدان، كما هو الحال بالنسبة لمديرها التقني جمال منيب. هذا الأخير يحرص على مد الأطر الأڨاداسية بأحدث الوسائل والأدوات في مجالي التدريب والتكوين عموما، وفق ما يجري به العمل على المستوى العالمي، ويسوق لهم نماذج وازنة من قبيل المدرب الكبير "مورينيو" للوقوف عن كتب عن كيفية تطبيق الألعاب المصغرة في أسلوبه التدريبي . كرة القدم لعبة واحدة سواء هنا أو هناك أو هنالك، ولم يعد مقبولا التذرع بمبررات واهية لشرعنة واقع الكرة عندنا، من قبيل أن مستوانا ليس كمستوى الكرة الأوربية مثلا.. العالم صار بفعل التطور التكنولوجي قرية صغيرة، وأصبحت معه المعلومة متاحة أمام الجميع للاطلاع على تجارب من هم أحسن منا. وبحكم أن نادي "أڨاداس" لكرة القدم يشرف على تسييره أناس شغوفين أولا بكرة القدم، ومارسوها ثانيا، وبالتالي يعلمون كل خباياها وواقعها السابق والحالي، فإنهم وضعوا خطة عمل، تحاول التأسيس لممارسة كروية على أساس صلب، تشكل المنطلق السليم، لكل منخرط في المدرسة الأڨاداسية، أراد الذهاب بعيدا في احتراف كرة القدم. و بدون تكوين ينطلق من مرحلة "المينيم"، ويستمر بالتدرج داخل باقي الفئات، لن نصل في نهاية المطاف إلى إنجاب جيل جديد من اللاعبين، يتسلحون بثقافة فنية وتكتيكية عالية، تيسر لهم الاندماج لاحقا وبسرعة داخل أي ناد محترف لكرة القدم، سواء داخل المغرب أو خارجه.. هذا ما يشكل كنه فلسفة اشتغال كل الطاقم المسير لنادي "أڨاداس".. فكلمة السر ببساطة هي التكوين ثم التكوين ثم التكوين. وحتى لا يبقى كلامنا نظريا، وما دمنا نتحدث عن "نادي أڨاداس البيضاوي" لكرة القدم، فإن هذا الأخير يجمع بين الإيمان النظري والتكوين وتجسيده عمليا على أرض الميدان، بما برمجه ويبرمجه حتى الآن من محاضرات قيمة عن بعد، لفائدة كل أطره ومدربيه، تمحورت آخرها حول طريقة التكوين "ميم" التي ألقاها المحاضر خالد بودراع من بلجيكا، وقبلها وقع المدير التقني لأڨاداس جمال منيب، على محاضرات ذات مستوى علمي عال جدا، والهدف الأسمى المراد بلوغه من وراء كل هذا الجهد المعقلن المبذول "تقنين العمل حتى يكون عملا منهجيا علميا، وحتى نشتغل بطريقة احترافية ماشي غير على الله نطلق اللاعبين وننساهم" يؤكد جمال منيب في واحدة من محاضراته. في محاضراته الافتراضية الأخيرة التي تبث عبر تطبيق زوم ، ركز جمال منيب بشكل كبير على مفهوم الألعاب المصغرة، واستخدامها كوسيلة لتطوير مهارات اللاعب التكتيكية والبدنية، ووضع خلالها رهن إشارة الأطر الأڨاداسية، أنجع وأحدث الوسائل الكفيلة بوضع أي لاعب ناشئ على سكة الممارسة السليمة، من قبيل كيفية تطوير المهارات الدفاعية والهجومية، بالتدريب في إطار مساحة ملعب صغيرة، تتحدد حسب الوضعية المشتغل عليها: هل هي لاعب واحد ضد لاعب، أو لاعبان ضد لاعبان ؟.. وهكذا دواليك، وكل وضعية ينبغي تحديد مدة زمنية لها، تختلف حسب الفئات، على لا تتعدى في مجملها بضع دقائق. مفهوم علمي آخر، سلط عليه المدير التقني للنادي الضوء في واحدة من محاضراته يتمثل في أهمية اعتماد ما يسمى ب" RPE" لتحديد الجهد المبذول عن طريق قسمة عدد دقات القلب على الترقيم المحصل عليه في" RPE" والمترواح ما بين 01 و 10، وليس ما بين 06 و 20 كما كان سابقا . ضبط زمن الجهد المبذول هذا، يكتسي أهمية قصوى، إذ يفضي في نهاية المطاف إلى تحديد الوصفة التدريبية الدقيقة لكل لاعب، يجري العمل بها بدون زيادة ولا نقصان، فأي خروج عنها سواء بالزيادة يعني التعرض للإصابات العضلية، وهي أكثر ما يتعرض اللاعبون عندنا حتى داخل الدوري الاحترافي، وأي خروج عنها بالنقصان، يسقط اللاعب في ضعف اللياقة البدنية، وحينها يتأثر بشكل ميكانيكي عطاؤه في الملعب. هذا غيض من فيض ما طرحه المدير التقني لنادي "أڨاداس" البيضاوي لكرة القدم جمال منيب في محاضراته، ولنا عودة لنشر أهم ما جاء في مضامينها تعميما للفائدة، ولكونها تعد مرجعا يمكن العودة إليها بين الحين والآخر.