احتفال أفاداسي عائلي بالإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي
أوجد نادي "أفاداس" البيضاوي لكرة القدم، منذ انطلاق كأس العالم بقطر، فضاء عائليا لمتابعة مقابلات المنتخب الوطني، حيث يحل بالمقهى المتواجد بملعب القرب بعين السبع أباء وأمهات الأبناء الأفاداسيين، إذ تمر الفرجة في أجواء ملؤها الهدوء بعيدا عن أي ضجيج أو ضوضاء اللهم في لحظات التعبير عن الفرح
خلق المنتخب المغربي لكرة القدم، حالة خاصة غير مسبوقة في تاريخ كأس العالم منذ انطلاق أول نسخته ، جعلت كل الوطن العربي والاسلامي والقارة الافريقية يلتف كجسد واحد حوله ويقف وارءه. التفاف شكل أكبر تكثل جماهيري داعم ومساند للفريق المغربي، بعدما صار الممثل الوحيد للعرب والأفارقة في المونديال القطري. هذه الحالة الممتدة على مدى جغرافي واسع، من رحمها ولد نادي "أفاداس" البيضاوي لكرة القدم، حالة صغيرة، حيثحول مقابلات أسود الأطلس إلى فرصة لتحقيق تجمع العائلة الأفاداسية لمتابعتها وسط أجواء مفعمة بالهدوء والمشاعر الوطنية الفياضة. الجميع على قلب رجل واحد، والكل يدعو لبلوغ هدف واحد هو التواجد في المربع الذهبي، وهو ما تحقق عن جدارة واستحقاق، ليسجل المنتخب المغربي نفسه بمداد من ذهب كأول منتخب عربي وافريقي يصل إلى هذه النقطة.. إنجاز هو أقرب إلى الخيال، وسيناريو لم يكن لأحد أن يتوقعه حدوثه قبل انطلاق كأس العالم بقطر.
خلال لقاء ربع النهاية ضد المنتخب البرتغالي يوم السبت 10 دجنبر الجاري 2022، كان الحضور أكبر من لقاء ثمن النهاية ضد المنتخب الاسباني، قبل ساعة من موعد المباراة كان فضاء المقهي المتواجد بملعب القرب بعين السبع مملوءا عن آخره، كل الحاضرين من أولياء أمور اللاعبين المنخرطين في المدرسة الأفاداسية، ورغم صغر الفضاء فإنه استوعب بفضل الجو العائلي والاخوي السائذ الجميع، وفي كل مرة كان الجميع يتقبل أن يحرك كرسيه لإيجاد متسع لوضع كرسي آخر، الأهم أن كل من حضر لم يعد خائبا بل وجد المشرفون على الفضاء الحل، حتى يتمكن من مشاهدة مقابلة تاريخية للمنتخب الوطني. هنا يطبق مبدأ "تزاحموا تحابوا"..
كجميع المغاربة الغيورين والمحبين لوطنهم، يستحيل أن تتابع مقابلة المنتخب وفي ربع نهاية كأس العالم، وأمام فريق من حجم البرتغال دون أن تتفاعل مع مجرياتها وفرصها الضائعة، لكن كل ردود الأفعال كانت تجري في احترام وانفعال مقبول، بحكم أن الجمهور هنا يتشكل من أباء وأمهات مع أبائهم وبناتهم سواء الصغار أو الشباب.
مت أن أعلن الحكم الأرجنتيني فاكوندو تيلو عن نهاية المقابلة، حتى انطلق تسونامي الفرح داحل نادي "أفاداس"، وقفز الجميع من مكانه معبرا عن انتشائه بهذا الإنجاز التاريخي الكبير، حيث خرج المغاربة في جميع أنحاء الوطن للتعبير عن ابتهاجهم وسرورهم بما حققه أسود الأطلس بعد تأهلهم إلى نصف نهاية كأس العالم قطر 2022، إذ سيكون الموعد مع ملحمة أخرى ضد المنتخب الفرنسي يوم الأربعاء 14 دجنبر الجاري 2022
لم تقف احتفالات الأفاداسيين عند حدود نهاية مقابلة المنتخب المغربي ضد نظيره البرتغالي، بل امتدت إلى ما بعدها، لما أصر عدد من أولياء أمور أبناء المدرسة الأفاداسية على رئيس النادي رشيد نصراوي بضرورة تخصيص حفل صغير للاحتفاء بهذا الإنجاز المغربي العظيم، وهو ما استجاب له على الفور، فأحضر الحلويات مع كؤوس الشاي تتويجا لهذا اليوم التاريخي. يوم لن ينسى إلى الأبد، ستذكره الأجيال القادمة على مر العصور. تذكروا يوم 10 دجنبر الجاري 2022 دخل المغرب من خلال منتخبه الوطني إلى تاريخ كأس العالم بقطر من بابه الواسع بتأهله إلى نصف النهاية كأول منتخب عربي وافريقي يحقق هذا الإنجاز، تحت قيادة مدرب وطني اسمه وليد الركراكي، وليسجل اسمه ضمن الأربع الكبار عبر العالم.