أڨاداس..ديبلوماسية الكرة في القارة الإفريقية
يواصل نادي "أڨاداس" البيضاوي، السير في سياسة انفتاحه على محيطه الخارجي، ويقرر هذه المرة، أن يخطو خطوة نوعية نحو قارتنا الافريقية، بأن يستضيف فريقا نسويا قادما من نيجيريا "غرين وايت غرين" طيلة أسبوع كامل، مؤكدا أن كرة القدم بإمكانها أن تتحول كأداة وسيلة في إطار الديبلوماسية الموازية، فتأثير الساحرة المستديرة يفوق أحيانا تأثير أي وسيلة أخرى، فهي تجمع الشعوب أكثر مما تفرقها
يقدم نادي "أڨاداس" البيضاوي لكرة القدم نفسه كنموذج على عديد مستويات، سواء كمدرسة في التكوين الخاص بكرة القدم بضمه أحسن وأجود الأطر والمدربين وتنمية مدراكهم بالتكوين المستمر، أو على مستوى الانخراط في العمل الإنساني والإجتماعي، أو في ما يخص التفاعل والانفتاح على قضايا محيطه الوطني بتنظيم ندوة حول شغب الملاعب، قبل أن يحلق بعيدا هذه المرة، ويقرر مد جسور التواصل مع القارة الإفريقية، باستضافة فريق نسوي لكرة القدم من نيجيريا "غرين وايت غرين" طيلة أسبوع ما بين 02 و 08 أكتوبر الجاري 2022 .
بعد وصول الفريق النيجيري إلى المغرب يوم ثاني أكتوبر ، وجد في استقباله صباح اليوم الموالي، بملعب القرب بعين السبع، عدد من أعضاء المكتب المسير لنادي "أڨاداس" البيضاوي، يتقدمهم رئيسه رشيد نصراوي، حيث أجرى أول حصته التدريبية، قبل أن يخوض أول مقابلة ودية له مساء اليوم نفسه ضد فريق الوداد البيضاوي.
لن يكتفي فريق "غرين وايت غرين" بمقابلة واحدة في تربصه الإعدادي داخل المغرب بدعوة من نادي "أڨاداس"، بل أجرى مقابلتين أخريين، الأولى ضد وداد تمارة بملعب هذا الأخير، قبل أن يختتم سلسلة لقاءاته بمباراة ثالثة ضد مستضيفه فريق "سبورتينغ" يوم الجمعة 04 أكتوبر 2022 .
يعد الانفتاح على الآخر مبدأ استراتيجيا داخل نادي "أڨاداس" البيضاوي لكرة القدم، لا يؤمن مسيروه بسياسة الباب المغلق، أو "أنا وحدي مضوي لبلاد". الانفتاح ليس بالكلام، أو مجرد شعار، بل يتجسد عبر مبادرات ملموسة، لعل أهمها مثلا فتح أبواب ملعبه لكل الجمعيات الرياضية في ميدان كرة القدم بالدار البيضاء أو باقي المدن المغربية، لسيتضيف واحدة منها كل أسبوع، وتجرى مع مختلف فئاتها مقابلات ودية، وأحيانا أخرى، الفرق الأڨاداسية من تنتقل عند الآخرين بتنظيم تربصات إعدادية داخل الوطن، وحتى خارجه كان آخرها في تركيا خلال صيف العام الجاري.
"لي تحسب بوحدو تيشيط ليه" كما يقول المثل، ونادي أڨاداس لايؤمن بالحساب وحيدا، بل ينهج أسلوب تقاسم وتشارك خبراته التنظيمية والتدبيرية مع الآخرين، على أساس أن يستفيد منها بدوره، ولعل أبرز مثال يجسد حقيقة هذه الفلسفة الأڨاداسية، هو بثه الحي والمباشر لكل الحصص والمحاضرات الخاصة بالتكوين المستمر لأطره على صفحته بموقع "فيسبوك"، إيمانا من النادي أنه لا معنى لكنز المعرفة والعلم، بل يفقدان أي معنى لهما، إذا لم تتقاسمهما مع الأغيار.