نادي "أڨاداس" يفتح النقاش حول فيروس الشغب بالملاعب
ينظم الائتلاف الدولي للسلم والتسامح وحقوق الإنسان، بشراكة مع نادي "أڨاداس" البيضاوي، ندوة علمية تحسيسية، حول موضوع :آفة الشغب بالملاعب المغربية"، تعرف مشاركة باقة متنوعة تمثل مختلف الفاعلين في ميدان كرة القدم سواء كمدربين أو لاعبين أو إعلاميين، حيث سيحتضنها ملعب نادي القرب عين السبع يوم الجمعة 10 يونيو الجاري على الساعة الخامسة مساء، والهدف الأڨاداسي من وراء هاته الخطوة المساهمة من جانبها في تسليط الضوء على أسباب ومسببات هذا الإشكال، وما يترتب عنه من تبعات اجتماعية واقتصادية وكروية
لا يشتغل نادي "أڨاداس" البيضاوي بمنطق المنغلق على نفسه، البعيد عما يعتمل المجتمع من مشاكل وآفات، بل يحرص مسيروه على التفاعل والمساهمة لو بقسط يسير، يناسب طبيعة إطارهم كجمعية في فتح باب النقاش حول ما يهم عالم كرة القدم. في هذا الإطار، ومباشرة بعد اندلاع أحداث الشغب والعنف، في أعقاب نهاية مقابلة الجيش الملكي والمغرب الفاسي برسم سدس عشر نهاية كأس العرش موسم 2020 / 2021، أثار الموضوع على مجلس الحكماء، وطالبهم بتقديم اقتراحات، تروم محاولة فهم أسباب ومسببات هذا الشغب، إذ يطل علينا ما بين الفينة والأخرى في شكل أعمال عنف واعتداء سواء على الممتلكات أو الأشخاص، أو في شكل عنف لفظي يضمر تعصبا أعمى لهذا الفريق أو ذاك خصوصا في إطار روابط الجماهير. فعلا استجاب الحكماء للمطلوب منهم، وأدلى كل واحد بدلوه، انتهى الأمر في النهاية إلى تبني مقترح تنظيم ندوة يلتف حول مائدتها عدد من الخبراء كل في مجاله اختصاصه.
نادي "أڨاداس" البيضاوي كمدرسة لكرة القدم، لا يمكن له بحكم طبيعته وانهماكه في دوره الأول وهو التكوين، لا يسمح لنفسه بأن تتطاول على مجال له أهل اختصاصه والمؤهلين أكثر منه ، لهذا عقد شراكة مع الائتلاف الدولي للسلم والتسامح وحقوق الإنسان، أثمرت الاتفاق على ندوة علمية تحسيسية حول موضوع "آفة الشغب في الملاعب المغربية"، وذلك يوم الجمعة 10 يونيو الجاري، بملعب القرب عين السبع أڨاداس على الساعة الخامسة مساء.
من المرتقب أن تسجل هاته الندوة مشاركة نخبة من الأسماء سواء في عالم التدريب و الإعلام الرياضي و التدريب الذهني، وهو ما سيضفي عليها صبغة علمية، وقد تساهم في بسط ولو جزء بسيط من رزنامة حلول لإشكال بات مؤرقا للكرة المغربية، لما يترجم في أعمال عنف مادية وجسدية خطيرة ذات طبيعة إجرامية، تنتهي باعتقالات فمحاكمات، أما المقدمات الصغرى له، فهي قائمة على الدوام، ولا تتوقف رحى الحرب الكلامية الشرسة عن الدوران، داخل مواقع التواصل الاجتماعي، تتحول أحيانا إلى اعتداءات من طرف جماعة تنتمى إلى إلترات هذا الفريق على فرد، يمثل الترات الجمهور المنافس، وأحيانا أخرى يتحول حي من الأحياء البيضاوية إلى ساحة حرب بين المنتمين لإلترات الغريمين التقليديين الوداد والرجاء.
كيف السبيل إذا لقطع دابر هذا الشغب والعنف؟ ماذا عن فعالية قانون مكافحة الشغب 09-09 الصادر عام 2011 في تضييق الخناق على هذا المشكل ؟ هذا القانون جرم أعمال العنف في المجال الرياضي، والتحريض على التمييز العنصري والكراهية أثناء المباريات أو التظاهرات الرياضية، كما يجرم أعمال العنف المترتب عنها ضرب وجرح أو أي نوع آخر من أنوع العنف أو الإيذاء، فضلا عن أعمال العنف التي ينتج منها إلحاق أضرار مادية بأملاك عقارية أو منقولة مملوكة للغير، مع مضاعفة العقوبة بالنسبة إلى المحرضين والمدبرين لتلك الأعمال، كما يجرم القانون كل من أسهم في أعمال عنف في الطرق أو الساحات العمومية أو غيرها من الأماكن العمومية، سواء ارتكبت هده الأفعال قبل أو أثناء أو بعد المقابلة. لماذا لم يفض كل هذا التجريم إلى أي نتائج حتى الآن؟
كيف نفسر فشل المقاربة الأمنية حتى الآن في احتواء هذا الشغب والقضاء عليه ؟ لماذا نرمي الكرة دائما إلى ملعب الأمن، في وقت تتراجع باقي الفعاليات إلى الوراء وتكتفي بدور المجتمع؟ أين هو دور روابط المشجعين والمجتمع المدني والمؤسسات التعليمية..كل هاته الأسئلة وغيرها سيحاول المشاركون في هاته الندوة العلمية تقديم أجوبة عنها يتقدمهم الإطار الوطني صاحب التجربة الغنية في ميدان التدريب والتكوين عبد الرحيم الطاليب، الصحفي بلعيد بويميد، لاعب الرجاء البيضاوي والمنتخب الوطني سابقا هشام أبو شروان، محمد أبو قاسم عن المركز المغربي للدراسات والأبحاث في حقوق الإنسان والإعلام، المدرب الذهني محمد لحفيظ، يدير أشغال ومحاور هذا اللقاء حميد النعيمي رئيس الفضاء الوطني للسياسات العمومية.