أڨاداس..البعد الإنساني والاجتماعي
أقدم نادي "أڨاداس" البيضاوي لكرة القدم، من باب مسؤوليته الاجتماعية والإنسانية، خلال شهر رمضان الجاري 2022، على على اتخاذ مبادرة تروم تقديم المساعدة إلى مركز عثمان بن عفان للأشخاص في وضعية صعبة الكائن بالحي المحمدي، تمثلت في تحمله بشكل دائم مصاريف اقتناء مواد النظافة والتنظيف الخاصة بالمقر أو الأشخاص وملابسهم، حيث تعهد على نفسه بإرسال الكمية المطلوبة كل شهر، لعله يساهم بهذا السلوك الإنساني في تحسيس المقيمين بهذا المركز أن المجتمع لم يتخل عنهم، بحكم أنهم جزء من الجسد المغربي ككل
يجتهد نادي "أڨاداس" البيضاوي من خلال مسيريه، ويحاول تقديم نموذج جمعية مواطنة، تقوم بدورها على أحسن وجه، وبكل حب وصدق من خلال توظيف أو استخدام كرة القدم كأداة للتربية على جملة مبادئ وقيم، بما يساهم في تكوين فرد صالح يفيد نفسه وأسرته وبلده ككل، وطالما أن اشتغال المسيرين الأڨاداسيين يحتكم إلى الأخلاق والقيم، فإنه لا يتوانى عن ترجمة هذا الإيمان إلى مبادرة عملية لو خارج ميدان اشتغاله، تضمر بين ثناياها فن الإحساس بمعاناة الآخرين، وهو ما تحقق من خلال زيارة قامت بها جمعية نادي "أڨاداس" خلال شهر رمضان 2022 في شخص كاتبها حسن العلوي إلى مقر مركز عثمان بن عفان للأشخاص في وضعية صعبة بالحي المحمدي.
جاء اختيار "أڨاداس" لتكون ضمن الوافد الزائر، كممثلة عن جمعيات ملاعب القرب في إطار اللجنة المحلية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية عن مقاطعة عين السبع وعمالة عين السبع الحي المحمدي، زيارة لاحظ أثناءها كاتبها العام حسن العلوي غياب شرط من شروط العيش الكريم وآدمية الإنسان، وهو النظافة ومواد التنظيف. لم يقف النادي الأڨاداسي موقف المتفرج، بل تفاعل فورا مع هذا المشهد غير الصحي، وأخذ موثقا على نفسه بأنه سيتكلف بمصاريف مواد النظافة والتنظيف سواء الخاصة بالمكان أو الأشخاص بشكل دائم؛وقام فعلا بإرسال أول دفعة إلى مركز عثمان بن عفان، على أن يتوصل بالكمية نفسها شهريا.
الأفعال هي المطلوبة في مثل هاته الحالات والمواقف لا الأقوال؛ الأفعال من بإمكانها أن تغير وضعا سيئا شبيها نحو الأفضل والأحسن. "لاتنزع الرحمة إلا من قلب شقي" و "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"... كلها أحاديث نبوية تحث على الرحمة والتعاطف في مابيننا من منطلق " إنما المؤمنون إخوة" كما ورد في قوله تعالى بسورة "الحجرات". بهذا السلوك الإنساني النبيل، يوجه "نادي أڨاداس البيضاوي" كجمعية رياضية رسالة لكل الجمعيات الأخرى، بضرورة الانخراط في مبادرات مثل هاته، كلما استطاعت إلى ذلك سبيلا، مبادرة مثل هاته قد تبدو بسيطة لكن أثرها الإنساني يكون بالغا على المستفيدين منها، خصوصا أن المتواجدين في مركز عثمان بن عفان كمثال، هم في مسيس الحاجة لمن يهتم بهم ويسأل عن أحوالهم بدل أن يتسرب إليهم الإحساس القاسي بأنهم منبوذين من طرف المجتمع.
إنه بعد إنساني واجتماعي ل"نادي أڨاداس"، لا يريد منه رياء بقدر ما يسعة من خلال الحديث عنه استنهاض همم الآخرين، وتذكيرهم أن ثمة إخوانا وأخوات لنا يعانين في صمت، ويحتاجون لمن يمد لهم يد المساعدة بهذا الشكل أو ذاك، فلم لا تكون الجمعيات الرياضية في صدارة هذا المشهد وفي ذلك فليتنافس المتنافسون أيضا ..
أليست الرياضة قيما وأخلاقا كما يقال. وأي معنى للقيم والأخلاق، ما لم تجسد على أرض الواقع في سلوكات ومواقف ومعاملات.