عبد الرحيم طالب..المدرب تربية ومبادئ
أن يعتبر المدرب مربيا أولا وأخيرا، يتطلب منه حسب عبد الرحيم طالب أن يؤسس علاقته مع اللاعبين على مبدأ الاحترام المتبادل، وألا يسمح لنفسه في أي لحظة بأن يتنازل عن صفته التدريبية، ويتصرف كأنه لاعب في مواجهة لاعب، يجلسان معا في المقهى، ويفتحان علب أسرارهما لبعض، مما قد يؤدي إلى تشكل نوع من الألفة والحميمية في العلاقة بينهما، تصبح معها صورة المدرب مهتزة أمام كل الفريق، وتفاديا لهذا المنزلق، أكد أن المدرب يجب أن يتعامل من منطلق المربي والأخ الأكبر و"الباطرون" و"القائد" في إطار فريقه، على أن يجري كل هذا بطريقة نفسية تربوية بعيدا عن العنف اللفظي والكلام الجارح والتسلط.
رفع نادي "أڨاداس" البيضاوي السقف عاليا في حصص التكوين المستمر لفائدة أطره، لما استضاف يوم الاثنين 11 أبريل الجاري 2022، مدربا من قيمة عبد الرحيم طالب، راكم تجربة وخبرة لما يفوق 24 عاما ما بين الخليج والمغرب، تنبه لأهمية الاشتغال على تكوين نفسه بنفسه في زمن كان يعسر العثور على فرصة للتكوين المستمر داخل المغرب، وهو ما جعله يطرق كل الأبواب الممكنة خارجا. آمن ومازال بقاعدة أن التحصيل شاطئ لا ساحل له، وعليك أن تطلب العلم في ميدان التدريب من المهد إلى اللحد، لم يتوقف نهمه عن المعرفة وتنمية وتطوير مداركه التدريبية حتى يومنا هذا، حيث يخضع لتكوين مدته ثلاثة سنوات "كاف برو" سينتهي شهر يوليوز القادم لينال دبلوما يتيح له التدريب في أوربا.
كان لا بد من هاته التوطئة قبل الدخول في مضامين محاضرة المدرب عبد الرحيم طالب الغنية بمضامينها، سنتاولها في عدد من المقالات. لعل من بين أهم ما أثار الانتباه فيها،هو تركيزه بشكل كبير على مفهوم التربية، حيث جعله والمدرب شيئان متماهيان مع بعضهما البعض، لهذا لم يتردد في القول بأن "المدرب يعد مربيا" في المقام الأول. صفة تتطلب منه أن يختزن جملة مقومات تفضي إلى أن يقتنع لاعبوه به أولا، ولما يتحقق هذا الاقتناع، يكون التفاعل والتجاوب ما بين الطرفين فعالا وسلسا، وأساسه مقاربة تربوية تعتمد لغة تواصلية راقية ولبقة.
أن يعتبر المدرب مربيا أولا وأخيرا، يتطلب منه حسب عبد الرحيم طالب أن يؤسس علاقته مع اللاعبين على مبدأ الاحترام المتبادل، وألا يسمح لنفسه في أي لحظة بأن يتنازل عن صفته التدريبية، ويتصرف كأنه لاعب في مواجهة لاعب، يجلسان معا في المقهى، ويفتحان علب أسرارهما لبعض، مما قد يؤدي إلى تشكل نوع من الألفة والحميمية في العلاقة بينهما، تصبح معها صورة المدرب مهتزة أمام كل الفريق، وتفاديا لهذا المنزلق، أكد أن المدرب يجب أن يتعامل من منطلق المربي والأخ الأكبر و"الباطرون" و"القائد" في إطار فريقه، على أن يجري كل هذا بطريقة نفسية تربوية بعيدا عن العنف اللفظي والكلام الجارح والتسلط.
ما لا يمكن قبوله إطلاقا ويعتبر خطا أحمر لا يقبل أي نقاش حسب عبد الرحيم طالب، أن يتدخل اللاعب كيفما كانت قيمته في العمل التقني للمدرب، إذ يعتبر هذا ملعبه ومجاله المحفوظ، ويجب عدم التهاون في الدفاع عنه، وعدم السماح بالاقتراب منه بأي شكل من الأشكال.
ما زاد من قيمة محاضرة المدرب عبد الرحيم طالب بالنسبة للأطر الأڨاداسية، هو مدهم بعصارة تجربته وتلخيصها في شكل نصائح ومبادئ من بينها ما جاء على لسانه أن "قوة المدرب الاستماع"، إذ يستلزم منه هذا الأمر القرب المتواصل من لاعبيه، عن طريق فتح جلسات حوار مع كل لاعب على حدة عند الضرورة، حتى يفتح قلبه له ويبوح له بكل مشاكله المؤثرة على أدائه في الملعب، والهدف هو مساعدته على إيجاد الحلول، وتوجيهه التوجيه الصحيح في ما يخص اتخاذ قرارات مدروسة تهم حياته الشخصية أو الكروية" لما يحس اللاعب أن مدربه يحميه يموت معك في الملعب ويعطيك أقصى ما عندو" يقول عبد الرحيم طالب.
وحتى يتحقق شرط المربي في المدرب، يجب أن يكون صاحب مبادئ في العموم، تشكل بوصلته في مسيرته التدريبية، ولا يتنازل عليها مهما تعرض لضغوط، حيث أشار لأهمها متمثلة في الكرامة، قوة الشخصية، عدم الخوف والتملق لأي كان، أن يتحمل أخطاء لاعبيه بدل تحميلهم سواء فرديا أو جماعيا مسؤولية الهزيمة، غياب العاطفة والمحسوبية في اختيار اللاعبين "المدرب يمكن أن يخطئ لكن لا يظلم.." يؤكد عبد الرحيم طالب.