جمال منيب.. التنسيق الحركي أساس كرة القدم
استأنفت حصص التكوين المستمر لفائدة الأطر الأفاداسية، مباشرة بعد عودة جمال منيب كمشرف عام على كل الفئات، حيث يخصص كل يوم اثنين لأمرين، الأول تقييم الحصص التدريبية كما أداها كل مؤطر لفئته، الثاني إلقاء محاضرة حول موضوع يهم التكوين في كرة القدم، ووقع الاختيار يوم الاثنين 04 أبريل الجاري على تخصيص حيز هام لما يعرف بالتنسيق الحركي، وأهميته القصوى في صناعة لاعب متكامل بدنيا ونفسيا وحركيا وتقنيا وتكتيكيا، لهذا لم يعط ممكنا تصور لاعب كرة مستقبلا بدون أن تكوينه مستندا على خطوات علمية تختلف باختلاف الفئات العمرية، يبقى جوهرها في جميع الحالات هو الاشتغال على تطوير القدرات الحركية
حينما تصيغ السمع لمحاضرات جمال منيب الخاصة بالتكوين المستمر لفائدة الأطر الأڨاداسية، تتغير كل مفاهيمك الخاطئة والتبسيطية عن كرة القدم، وتتأكد أن صناعة اللاعب في عالم اليوم، لا يمكن أن تتحقق بين عشية وضحاها، أو بتوفير كرة له وتركه يركض وراءها بدون توجيه ولا تكوين قاعدي، بل يتطلب الأمر الاشتغال بشكل علمي منذ سن مبكرة على بنائه حركيا ونفسيا وبدنيا وتقنيا وتكتيكيا، فكرة القدم لعبة معقدة، تخالف تماما تصورا شعبيا سائدا عنها
اختار المشرف العام على كل الفئات داخل نادي "أڨاداس" البيضاوي جمال منيب، أن يتناول في آخر حصة من حصص التكوين المستمر يوم الاثنين 04 أبريل الجاري موضوع التنسيق الحركي، لما له من أهمية قصوى وبالغة في بلورة كل المقومات الأخرى البدنية والتقنية والتكتيكية للاعب، بل يشكل الأساس والقاعدة الصلبة في بنائه وتشكيله ليكون قادرا على العطاء السخي بالملعب على المستويين الفردي والجماعي. بحكم غنى المحاضرة وتعدد محاورها، سنخصص لها مقالات ننشرها تباعا.
استهل جمال منيب محاضرته القيمة والغنية بمضامينها بتقديم المحاور المشكلة لها، قبل الدخول في تفاصيل كل محور على حدة، ذكر الأطر الأڨاداسية في البداية بأمر في غاية الأهمية، وصار قاعدة من قواعد التكوين في كرة القدم، وهي أن زمن المفهوم التقليدي المبني على تجزيء وتقسيم التداريب لما هو بدني وتقني وتكتيكي انتهى تماما، إذ صار عاجزا ومفتقدا للفعالية في ما يخص تطوير اللاعبين والرفع من مستواهم، بعد أن حل محله مفهوم التنسيق الحركي أو الأسلوب النفسي الحركي.
هذا التغيير في القطع مع الأسلوب التقليدي في التداريب لم يأت هكذا، أو كان لمجرد التغيير بل فرضته النتائج المحققة بعد اعتماد مفهوم التنسيق الحركي، حيث أفضى هذا الأخير إلى تطوير اللاعب على المدى البعيد بدنيا وتقنيا وتكتيكيا وفرديا وجماعيا، وساهمت في جعله أكثر فعالية على مستوى القدرات الحركية، كل هذا يصب في رافد تحقيق الهدف الأكبر وهو تمكن اللاعب من امتلاك تصور كامل عن ذاته في علاقته بمحيطه، وهو ما يفيده في تقديم عطاء فردي وجماعي على أعلى مستوى. فالتنسيق الحركي له علاقة قوية باكتساب اللاعبين لمهارات تقنية، بل يشكل منطلقها الأول.
عرج جمال منيب وهو يتنقل ما بين محاور موضوع التنسيق الحركي أو النفسي الحركي إلى الحديث عن الميادين المعتمد بها، إذ سرد من بينها كرة القدم، مشيرا إلى أن "بسيكو موتريسيتي" يتركب من كلمتين هما نفسي حركي، وهو ما يعني أن القيام بأي حركة، يحمل بين طياته استخدام العقل والتفكير والذكاء، فضلا عن حضور الأحاسيس والمشاعر والوجدان "اللاعب حين يلعب في الملعب، يلعب بالجوارح والانفعالات والإحساس والعقل والجسد وردود الافعال..التنسيق الحركي يمكن اختزاله بأنه سلوك الإنسان، وحينما نقول الإنسان، لا بد أن يتداخل بخصوصه ما هو بدني ونفسي وعقلي..."يقول جمال منيب.