أڨاداس .. جمعية رياضية بعقلية احترافية
قد تكون "أڨاداس" مجرد جمعية رياضية تشتغل بالإمكانيات المتاحة أمامها ، لكن فكر أعضائها احترافي، وطموحهم كبير لا حدود له في تطوير مشروعهم على المدى البعيد، وتحويل مدرستهم لكرة القدم، إلى مدرسة نموذج وقدوة تتأسى بها غيرها من المدارس.
لتحقيق هذا الهدف، نسجوا خيوط نظام اشتغال، كما لو كانوا مؤسسة قائمة بذاتها لها تاريخ فريق عمل متناغم، يكمل بعضه البعض، دافعهم الأساس حبهم وشغفهم بكرة القدم، إذ يشتغلون من القلب ويبذلون قصارى جهودهم لتقديم خدمات لمنخرطيهم من كل الفئات. كل عضو في فريق العمل هو بمثابة لاعب كرة قدم، يعلم موقعه داخل ملعب التنظيم، يعلم الدور المنوط به، والجميع ينخرط بكل جدية في تنفيذ الخطة العامة المرسومة لبلوغ الهدف، ألا وهو تقديم تكوين علمي لكل الفئات المنخرطة في النادي، وأن يكونوا في مستوى ثقة أولياء أمورهم، وحين نقول أولياء الأمور يجب الوقوف عندها مليا لتقديم كل الشكر لهم ؛ فهم أساس أي نجاح حققته مدرسة نادي أڨاداس باقتدار حتى الآن، وستحققه في قادم الأيام، بإصرارهم سواء أباء أو أمهات على إحضار أطفالهم وانتظار نهاية حصتهم، تحس فعلا بأنك وسط أجواء عائلية؛ الكل يحضر بحب ويشارك عن حب..
ما يزيد هذا المشهد بهاء هو الفضاء نفسه الموجود به مقر النادي بمحاذاة الطريق السيار قرب متجر "أتقاداو" بعين السبع؛ فضاء فسيح يعم الهدوء كل جنباته، يجعل الحاضر يشعر بالراحة فعلا. ومن أراد التأكد ما عليه سوى زيارة المقر ليرى بأم عينيه.. فليس من رأى كم سمع؛ ملعب من أروع وأرحب ملاعب القرب في المنطقة، وقد يكون في الدار البيضاء كلها.
مشروع مثل هذا يستحيل أن يرى النور أولا ويحقق النجاح ثانيا، لو لم يكن وراءه أشخاص يعشقون كرة القدم، ويحاولون قدر ما تحت أيديهم من إمكانيات التأسيس لأرضية صلبة من أجل ممارستها. كرة القدم أصبحت علما.. وإيمانا بهذه الحقيقة سواء من الفريق المؤسس يتقدمهم الرئيس رشيد نصراوي، أو الفريق الإداري والتأطيري يسعون لتلقين كل الفئات ابتداء من "المينيم" كيفية ممارسة كرة القدم على أسس سليمة ويزدونهم بأهم الأدوات، حتى إذا ما احترف أحدهم أو بعضهم هذا الميدان في المستقبل، يجد نفسه قادرا على الاندماج بسرعة داخل أجواء أي فريق آخر من مستوى أعلى، بما استفاده طيلة فترة تكوينه داخل نادي أڨاداس البيضاوي من طرف أطر لها شواهدها وخبراتها، وهنا تظهر أهمية استمرار وتدرج الأطفال في كل الفئات، بدل الانقطاع مبكرا.
المستقبل واعد لهاته المدرسة في كرة القدم، ومزيد من الإشعاع قادم، وهو ما توحي به كل المؤشرات المسجلة في ظرف ثلاث سنوات؛ عدد المنخرطين في تزايد وارتفاع ما بين 2018 و 2020، وما يفسر هذا ثلاثة عوامل. أولها ثقة أولياء الأمر، وهذا الرأسمال المعنوي مهم في مشروع كهذا يراهن على التكوين؛ وثانيها الصدق والاشتغال بحب من طرف كل أعضاء النادي، أما ثالثها فهو انخراط المشروع في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مع كل من عمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي ومقاطعة عين السبع ووزارة الثقافة والشباب والرياضة...
هذه فقط مجرد بداية، والقادم أفضل بكثير.. انتظرونا...
En savoir plus sur l'auteur
ن أبيضار
