فريق الكتبية 15 ..رب هزيمة نافعة
سيكون من باب الظلم في هذه المقابلة، الحكم على فريق "الكتبية" لأقل من 15 عاما بالنظر لنتيجتها دون استحضار الفروق الكبيرة بين فريق ينتمي لمدرسة تابعة لجمعية رياضية، وبين اسم نادي كبير وعريق مثل الرجاء البيضاوي. في حالة نادي "أفاداس" البيضاوي يعد جمعية رياضية، أبواب مدرستها مفتوحة أمام الجميع للاستفادة من خدماتها، ولا تشترط مسبقا في أي لاعب أن يحمل في دمه جينات لاعب كرة القدم ليكون ضمن صفوف فرقها، بل تتسلمه كما هو، وعليها أن تشكله وتكونه من خلال برنامج حصص تدريبية تنطلق فيها معه من الصفر
قد تكون هزيمة قاسية حصدها فريق "الكتبية" لأقل من 15 عاما، أمام فريق "الرجاء البيضاوي" يوم السبت الأخير بتسعة أهداف لهدف واحد في دوري "شالنجر"، لكنها تبقى عادية ومتوقعة في عالم كرة القدم، ويمكن أن يتعرض لها أي فريق، ولو كان مصنفا ضمن الأندية القوية، لعلنا نتذكر الانتصار الكبير لفريق بايرن ميونيخ على نادي برشلونة بنجمه ميسي بثمانية أهداف لهدفين في ربع نهائي دوري الأبطال ، أو الهزيمة التاريخية للمنتخب البرازيلي في عقر داره، أمام نظيره الألماني بسبعة أهداف لواحد في كأس العالم 2014
لذلك ينبغي التعامل مع هذا اللقاء وهزيمته بشكل عادي كأي مقابلة في دوري "شالنجر" ككل ، وهي هزيمة لا يمكن أن تشكل بأي حال مقياسا للحكم على فريق "الكتبية" الأفاداسي، لأنه في ميدان كرة القدم لا يجري التعامل بالقطعة أو مقابلة مقابلة، بل يكون التقييم في آخر الموسم، على مجمل المقابلات ، دون أن يمنع هذا، من القيام بعملية نقد ذاتي في التو والحين من طرف المدرب واللاعبين لاستخلاص الدروس والعبر، حينما يقدم عرض باهت أمام أي فريق لمعرفة الأسباب الكامنة وراء عجز لاعبي "الكتبية" في مقابلتهم ضد الرجاء البيضاوي كنموذج عن شن هجوم منظم واحد، أو عدم قدرتهم على الاحتفاظ بالكرة ، والاعتماد طيلة شوطي المقابلة على التمريرات الطويلة في اتجاه لاعبي الفريق المنافس وغير ذلك من السلبيات، حتى يتحقق التعلم من الأخطاء وهي طازجة، ونادي "أفاداس" هو مدرسة في المقام الأول، يشكل التكوين وتعليم اللاعبين مبادئ الممارسة الكروية السليمة هاجسها الأول وليس البحث عن النتائج كشجرة تخفي غابة مشاكل التكوين الحقيقية.
وعليه سيكون من باب الظلم في هذه المقابلة، الحكم على فريق "الكتبية" لأقل من 15 عاما بالنظر لنتيجتها دون استحضار الفروق الكبيرة بين فريق ينتمي لمدرسة تابعة لجمعية رياضية، وبين اسم نادي كبير وعريق مثل الرجاء البيضاوي. في حالة نادي "أفاداس" البيضاوي يعد جمعية رياضية، أبواب مدرستها مفتوحة أمام الجميع للاستفادة من خدماتها، ولا تشترط مسبقا في أي لاعب أن يحمل في دمه جينات لاعب كرة القدم ليكون ضمن صفوف فرقها، بل تتسلمه كما هو، وعليها أن تشكله وتكونه من خلال برنامج حصص تدريبية تنطلق فيها معه من الصفر، الأمر مختلف بالنسبة لفريق من حجم الرجاء البيضاوي، لايمكن لأي كان حمل قميصه بل تجري اختبارات لانتفاء أجود اللاعبين خصوصا في فئة الفتيان والشبان وهذا بدا واضحا من خلال لاعبيه المشاركين في هاته المباراة، بنيات جسمانية قوية، قامات جلها طويلة وفي مستوى واحد كما لو أنها منتقاة بعناية ، لياقة بدنية عالية، مهارات فردية، اختيار اللاعب المناسب للمركز المناسب والكل منصهر في بوثقة هوية مدرسة كروية مدموغة بطابع اللعب الجميل والممتع.
مقابلة مثل هاته أمام فريق متكامل من قيمة الرجاء البيضاوي، تعد محكا حقيقيا لفريق "الكتبية" لأقل من 15 عاما ومدربه فيصل القرقوري، للوقوف على نقاط الضعف، بعدما ووقفوا على مكامن كل العيوب ، ولا يمكن لأي فريق يسعى لتطوير مستوى لاعبيه كما هو الحال في نادي "أفاداس"، إلا بمواجهات فرق قوية كفريق الرجاء أو غيره...كلنا ثقة في أبناء المدرسة الأفاداسية لفريق "الكتبية" 15 لتجاوز هذه الكبوة، وإصلاح كل الأخطاء. أخطاء تتطلب اشتغالا جديا وحقيقيا على كل الجزئيات والتفاصيل البدنية، لبلوغ أحسن المستويات، وهم قادرون على تقديم الأفضل.