نادي أفاداس..هوية كروية واحدة
الشيء المميز خلال الموسم الكروي الحالي، أن عدد لاعبي فريقي "الكتبية" لأقل من 15 و 17 عاما يدنو من مائة لاعب، بقدر ما يعد هذا العدد في حد ذاته أمرا إيجابيا، فإنه يتطلب مجهودا تأطيريا استثنائيا، يتحقق معه غنى الحصص التدريبية بدنيا وفنيا وتقنيا وتكتيكيا، وهو ما لا يمكن لمؤطر واحد الاضطلاع به، وبدل أن تلقى كل المسؤوليات على عاتق مدرب واحد، كرئيس لفئة عمرية من فرق الكتبية مثلا، يشتغل معه عدد من المؤطرين في كل حصة تدريبية
يبقى نادي "أفاداس" البيضاوي لكرة القدم، مدرسة نموذجية في عديد أشياء، سواء من حيث تنظيمها المحكم والمنضبط ، أو في مناهج تكوينها، أو على مستوى روح المسؤولية السائدة بين كل مكونات منظومتها. الكل يشتغل لتقديم ما هو أجود للمنخرطين والمستفيدين مجانيا من الأحياء المستهدفة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لا وجود لرئيس ومرؤوس أو تابع ومتبوع، الجميع يشمر عن سواعد الجد، وينزل إلى أرض الميدان، بما فيهم رئيس النادي رشيد نصراوي، والمسؤول التقني اللاعب الدولي السابق العربي حبابي، هذا الأخير يحرص على متابعة كل الحصص التدريبية بدون استثناء، ويشارك في بعضها عمليا، أو يكتفي بإبداء ملاحظات بهدوئه المعهود، وهو مؤهل للقيام بهاته المهمة بحكم خبرته كلاعب والممتدة على مدى سنوات سواء داخل المغرب أو خارجه..
في الحصة التدريبية الأخيرة ليوم الجمعة 14 يناير الجاري 2022، اشتغل خلالها دفعة واحدة ، فريقا "الكتبية" لأقل من 15 عاما و 17 عاما ، على أساس كل فريق يشغل نصف ملعب. وبحكم عددهم الكبير، يجري تقسيمهم بشكل دائم إلى مجموعات صغيرة، حتى يتمكن المؤطر من الاشتغال في ظروف مريحة، تتيح له يسر تبليغ مضامين تمارينه ، ويتحقق حينها شرط الاستيعاب بشكل أجود، وهو ما قد يغيب في حالة ما إذا كان حجم اللاعبين أكبر، وتمة وعي بأهمية هاته النقطة في المدرسة الأفاداسية، لهذا يحدد كل مؤطربشكل مسبق في الورقة التقنية لحصته التدريبية، عدد لاعبي فئته، تيمتها، الأهداف المراد بلوغها في نهايتها...
الشيء المميز خلال الموسم الكروي الحالي، أن عدد لاعبي فريقي "الكتبية" لأقل من 15 و 17 عاما يدنو من مائة لاعب، بقدر ما يعد هذا العدد في حد ذاته أمرا إيجابيا، فإنه يتطلب مجهودا تأطيريا استثنائيا، يتحقق معه غنى الحصص التدريبية بدنيا وفنيا وتقنيا وتكتيكيا، وهو ما لا يمكن لمؤطر واحد الاضطلاع به، وبدل أن تلقى كل المسؤوليات على عاتق مدرب واحد، كرئيس لفئة عمرية من فرق الكتبية مثلا، يشتغل معه عدد من المؤطرين في كل حصة تدريبية ، دون أن يثير هذا التنوع أي إشكال على مستوى التكوين، في ظل وجود خريطة تدريب واحدة تمتح من معينها كل الأطر الأفاداسية، تتمحور حول هوية كروية واحدة، يراد أن تشكل الطابع المميز لكل فرق النادي، من حيث اعتماد أسلوب الكرة المبني على المقولة السر "نلعبوها""، ولا سبيل لبلوغ هذا الهدف سوى باعتماد التمرير القصير انطلاقا من الخلف، مرورا بالوسط وانتهاء بخط الهجوم..كما لا يمكن أن يتحقق هذا الهدف بين عشية وضحاه، بل يتطلب السعي وراءه باستمرار والأخذ بكل الأسباب المفضية إليه، عن طريق التكرار والإعادة تلو الأخرى حتى يستوعب ويهضم كل لاعب على حدة أصول هذا النهج الكروي.