الكتبية لأقل من 19 عاما.. بداية المشوار بأول انتصار
لم يكن اللقاء سهلا أمام الأفاداسيين نتيجة اصطدامهم بفريق قوي بدنيا يعتمد على تدخلات عنيفة، وهو ما حال دون أن يتمكنوا من فرض أسلوب لعبهم المعتمد على البناء من الخلف، التمرير القصير والتحرك بحثا عن المساحات الفارغة، محاولة الاستحواذ على الكرة في انتظار الفرصة المناسبة لشن هجومات، هذا ما تابعناه خلال مقابلاتهم الودية، وهذا ما يشكل هوية مدرسة "أفاداس"...
حقق فريق "الكتبية" لأقل من 19 عاما لنادي أفاداس البيضاوي ، انتصارا صعبا في ثاني دورات دوري "شالنجر" بهدف واحد لصفر ضد فريق CSB يوم السبت 18 دجنبر الجاري 2021، جاء عن طريق ضربة جزاء في الشوط الأول. نتيجة ترسل مع نتيجة الدورة الأولى جرس إنذار للاعبين الأفاداسيين تحت قيادة مدربهم عبد الرزاق عزيز، أنه ينتظرهم موسم شاق، ويجب استدراك كل مكامن النقص حالا.
لم يكن اللقاء سهلا أمام الأفاداسيين نتيجة اصطدامهم بفريق قوي بدنيا يعتمد على تدخلات عنيفة، وهو ما حال دون أن يتمكنوا من فرض أسلوب لعبهم المعتمد على البناء من الخلف، التمرير القصير والتحرك بحثا عن المساحات الفارغة، محاولة الاستحواذ على الكرة في انتظار الفرصة المناسبة لشن هجومات، هذا ما تابعناه خلال مقابلاتهم الودية، وهذا ما يشكل هوية مدرسة "أفاداس"... كل هاته الميكانيزمات لم يكن يسيرا تنزيلها على أرض الميدان في هاته المقابلة، أمام فريق قوي في الالتحامات، اختار التكتل في وسط ملعبه، لا يتردد في تشتيت الكرة بأقصى قوة ممكنة، أسلوب كهذا لا يمكن أن يناسب فريقا مثل "الكتبية"، إذ يضم في صفوفه لاعبين مستواهم الفني عال مقارنة مع لاعبي الفريق الخصم، يعتمدون على مهاراتهم أكثر من القوة الجسدية. وفي كرة القدم عموما، تبقى اللياقة البدنية هي القاعدة الصلبة لكل ما هو تكتيكي وفني، وإذا انهار اللاعب بدنيا لا تنتظر منه أي عطاء مهما كانت يخترن من مواهب...ومن هنا أهمية الإشتغال على هذا العنصر الآن قبل فوات الأوان مع توالي الدورات.
وما يوضح أهمية الجانب البدني، سيناريو مقابلة الدورة الأولى في دوري "شالنجر"، لفريق الكتبية ضد فريق الحي الحسني، هذا الأخير انتصر فيها بأربعة أهداف لثلاثة، وكان سر التفوق بدنيا في المقام الأول، كانوا يسترجعون الكرة بسرعة، حضور طاغ في الملعب، جل الكرات الثانية آلت لصالحهم، ويضاف إلى كل هذا، وجود عنصر آخر ساهم في النتيجة، مرتبط ببعض الأخطاء الدفاعية، ويبدو أن المدرب عبد الرزاق عزيز اشتغل عليها خلال الحصص التدريبية، ولم يرتكب منها لو واحد، بل ظل الدفاع الأفاداسي صامدا، ولم يهدد مرماه بأي محاولة هجومية حقيقية، اللهم كرات ثاتبة تصدى لها الحارس بكل براعة.
عموما تميزت هاته المقابلة بالشح الهجومي، ولم يتمكن فريق "الكتبية" من خلق محاولات هجومية عديدة مبنية، لا من العمق ولا الأطراف، نتيجة تكتل الفريق المنافس في الدفاع، وعدم ترك المساحات، فضلا عن اعتماد شراسة وخشونة في التدخلات وهو ما أثر على إيقاع المقابلة نتيجة التوقفات العديدة، مما جعل اللعب يظل محصورا وسط الملعب، بل وتحول حارس فريق "الكتبية" خصوصا في الشوط الثاني إلى المصدر الوحيد للتحول الهجومي السريع بتمريراته العالية الطويلة، وكان بإمكان هذا الاختيار أن يسفر على تسجيل أهداف لو أحسن التعامل معها من طرف المهاجمين.